منتدي الحسيناب الشموخ
مرحباً بك زائرا عزيزا في منتدي الحسيناب الشموخ

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي الحسيناب الشموخ
مرحباً بك زائرا عزيزا في منتدي الحسيناب الشموخ
منتدي الحسيناب الشموخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» صور من البلد
لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Emptyالثلاثاء يونيو 13, 2023 2:07 pm من طرف احمد محمدنور

» المرأة في الماضي وفي الحاضر
لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Emptyالسبت نوفمبر 03, 2012 10:25 pm من طرف محمد داردوق

» جائزة الطيب صالح العالمية
لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Emptyالأربعاء أغسطس 17, 2011 5:41 pm من طرف ود دبني

» سيره ذاتيه
لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Emptyالأربعاء يونيو 29, 2011 9:54 pm من طرف محمد داردوق

» الصلاة علي النبي الامي
لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Emptyالأربعاء يونيو 29, 2011 7:55 pm من طرف محمد داردوق

» الصلاة علي النبي
لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Emptyالأربعاء مايو 18, 2011 9:41 pm من طرف محمد داردوق

» الحسيناب والاهتمام بتحفيظ القران
لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Emptyالإثنين مارس 28, 2011 12:53 am من طرف محمد داردوق

» تاريخ الهندسة الميكانيكية عند العرب والمسلمين ..!!
لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Emptyالسبت يناير 29, 2011 11:47 pm من طرف رتيبة سليماني

» فضــل سورة الأخلاص
لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Emptyالخميس ديسمبر 23, 2010 8:16 pm من طرف محمد داردوق

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 29 بتاريخ الجمعة أبريل 28, 2023 9:33 am
الاف الدعا ء بالشفاء العاجل لمدير مدرسة الككر العريقة

الإثنين يوليو 26, 2010 5:57 pm من طرف حزيفة حاج الكجم

ود احمد يا استاز الاجيال اشفية شفاء عاجلا غير اجل

تعاليق: 4

بسم الله الرحمن الرحيم: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون"

الأحد يوليو 25, 2010 8:36 pm من طرف Hussein -abul-Haj

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم



[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 7

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم


لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Empty لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الإثنين سبتمبر 20, 2010 5:15 am

لِـــنــــــــــــــــــــــــزا

(1)

عاد محمد أحمد من غرب المتوسط و فى صدرِهِ زَخَمُ تجربةٍ مهمَّة. لم يطق أنْ يصل إلى المنزل فيسلِّم على أهله ثمَّ يهاتفنى، فقد فعل ذلك من المطار. أُريدُ رؤيتك على جناح السرعة. أين أنتَ؟ ومتى جئتَ حتى تريد أنْ ترانى على جناح السرعة؟ لقد وصلتُ للتوِّ، ومازلتُ بالمطار. ولكن لا أريد أنْ ألتقى بأىِّ شخص من أفراد أُسرتى، خاصةً زوجتى، فملامحى تفضحُنى. فقلتُ ألتقيك فى الأوَّل بحسب أنَّك خبير فى عمليات الإزاحة لتَحُلَّنى من هذه الورطة. ورطة! وأىُّ ورطة؟ أنا مُتَلَبِّسٌ بإمرأةٍ - كَنْز. عاشق يعنى؟ نعم، عاشق ومعشوق. وماذا عن ليلى يا قيس؟ حينما تأتى تعرف كلَّ شئ.

النساءُ الرائعاتُ دائماً لَهُنَّ طعمُ المستحيل: إمرأةٌ – كَنْز، إمرأةٌ – نُّدرة، إمرأةٌ – نَّخلة، وإنْ تَسَمَّيْنَ وصالاً ونوالاً وهلُمَّجرا، فكيف السبيل؟ بأىِّ معادلةٍ من المعادلاتِ يُمكنْ للمرءِ أنْ يتوصَّلَ إلى المرأةِ الكنز؟ فجُرابُ محمد أحمد خالى من المُغريات ، اللهمَّ إلاَّ ذلك العقل الوَقَّاد؟ قلتُ فى نفسى: إذاً لعلَّها الشطارة.

"إرتكبتُ" عربة تاكسى لِآخذ الرجل من المطار. وصلتُ صالة القدوم، فإذا ود أحمد يصيحُ، لما رآنى، قائلاً: أمانة ما وقع راجل. سلَّمتُ عليه وأنا أقول: الراجل واقع وين؟ فى لُجَّةِ لنزا. اللهْ يجازى مِحَنَك يا ود أحمد. مَنْ لنزا، وَمَنْ تكون؟ تلك قصةٌ طويلة، وتحتاج إلى ركننا الركين.

أخذنا متاعَ ود أحمد واتجهنا نحو عربة التاكسى التى تنتظرُنا بالخارج، ومن هناك إلى مكاننا الأثير بمنتجع الريفيرا، حينما يكون الحديث عن النساء.

الليلةُ باردة، ومجمعُ البحرينِ والنجومُ يضفيان على هذا المكانِ سحراً وألَقَاً يليقانِ بنساءٍ من نوعٍ خاص. قلتُ له، وأنا استحثُه للحديثِ عن لنزا: "وشأنُكِ أنتِ كشأنِ نساءِ روما اللائى يستخدمنَ لُكسْ والعطورَ الباريزية"، ما رأيُك فى هذه الدُعابة البرجوازية. ضحِك محمد أحمد ضحكتَه حين يقعُ الكلامُ له فى الجُرح، وأردف مُعَلِّلاً: هذه البنتُ من عجينةٍ عجيبة، عجينةٌ تَصْلُحُ لكلِّ الوصفات.

لنزا فتاةٌ قُلَيِّلة، خليطٌ من الحكمة والفتنة، وطاقةُ فرحٍ يدحرجها الكلام من قلبٍ إلى قلب. والإبتسامةُ مندوبٌ دائمٌ على وجهها الجميل الصغير، وبالأحرى على شفتيها اللُّميَّاءتين الدقيقتين. تلتقيك فى كلِّ لحظةٍ بذراعين مفتوحتين، إبنة تسعى إلى أبيها عند فتْحِ الباب.

قلتُ لود أحمد، هل هذه مقدمة عن الإنسان الكامل؟ فإذا كان الأمرُ كما تقول، ما عليك إلاَّ أن تستودعنيها وتذهب إلى أهلك خالى الوفاض، وإلاَّ فالرماد كال حمَّاد. أين وجدتَ هذا الكنز يا رجل؟

يسترسل محمد أحمد قائلاً: إلتقيتها ضمن ثلةٍ من نفرٍ كريم، هذا الشتاءِ، بمدينة تورينو وروما. وكنَّا، كما تعلم، موفدين من قِبَلِ دولِ الوطن العربى للدراسة هناك. درجتْ هذه المجموعة على الإلتقاء بعد العشاء للمسامرة. ومن أوَّلِ مسامرةٍ، بدأتُ أشعر بنبرات الغيرة عند البعض من جرّاء كثرة شغفِ لنزا الهيثمى بى، لا لشئٍ سوى كثرةِ تفاعلى و مشاركاتى فى السمنارات. فَلوْنى وفقرى لايُغريان نساءَ تلك الثلة، كما همستْ بذلك إحداهُنَّ لِلِنزا. وممّا زاد من ذلك التفاعل وتلك الغيرة هو وجودُ ثلاثةٍ من السُّمُرِ الميامين، الذين ينتسبون إلى ثلاثِ منظماتٍ دوليةٍ مختلفةٍ، جاءوا ليُحاضروننا فى تلك الدراسة. فلمَّا مسَّهم ما مسّنى من ضُرٍ وحرج، قال أحدهم: إنَّ هذا الأسمر، دارساً كان أو مُدرِّساً، لا يُكافئه أحدٌ من دول الجِوار. بل إنَّ كلَّ قصةِ نجاحٍ فى مؤسسات الأُمم المتحدة التى نعمل فيها الآن، من ورائها سُمُرٌ ميامين ما عُرِفَ لهم من ضريب.

قلتُ لود أحمد: ألَمْ يَكُنْ هذا القولُ مبالغاً فيه؟ فقال: العُهدةُ على الرواة، هذا ما سمعتُهُ من د. عبد القادر الذى عدَّدَ أسماءاً سمراءَ، على سبيل النَّذر لا الحصر، قائلاً: إنَّ فُلان الرجل الثانى فى اليونسيف، وعلان الرجل الأوَّل فى الفاو، وفِرْتكان الرجل الأوَّل أيضاً فى مجال الملكية الفكرية. قلتُ له: ألَمْ يكُ ذلك بسببِ الأنظمة الفاسدة فى بلدنا التى إستفزَّتْ كلَّ هذه العقول للخروج من السودان، ليضمنوا لأنفسِهِم السلامة بإقصاء المعارضين إلى الخارج، وليستفيدوا من تحويلاتهم من العُملاتِ الصعبة فى بناء مشروعات تدرُّ لهم، لا للشعب، أرباحاً خرافيةً؟ أُنظر الآن إلى واحدةٍ من الدول الأسرع نماءاُ فى جنوب شرق أسيا مثلاً، لا يوجد منها من يعمل فى مثلِ هذه المنظمات. فالدولةُ تعطى علماءها أعلى المرتبات هناك. فلا يحتاج أىُّ من علمائها للعمل فى هذه المنظمات. قال ود أحمد ربما يكون هذا صحيحاً، وربما تكون هناك أسباب أُخرى. ولكن الذى يحيرنى بحق هو ذكاء الرئيس الأسبق لهذه الدولة التى تتحدث عنها. إذْ أنَّه الرئيس الوحيد فى العالم الذى تمكن بذكائه وحنكته من إدارةِ ناتجٍ محليٍّ إجماليٍّ لدولةٍ أُخرى فى العالم لصالح شعبه. وتاركاً للشعب الآخر الهوس والحروب والفروق الإجتماعية الشاسعة والفقر والغبن وكِبَر قلوب المتفحشين بالغنى. يا لذكاء هذا الآسيوىّ الناهض.

إنتبه ود أحمد لِمَا وددتُ أنْ أسوقه إليه، فأردف قائلاً: أها، أنتَ تريد أنْ تجرَّنى، قليلاً قليلاً، كعادتك إلى ساسَ يسوسُ، ويجب الاَّ تنسى أننا فى الريفيرا. والحديث فى الريفيرا، كما هو متفقٌ عليه، عن الحبيبات فقط. فأنا أُريدُ أنْ أُحدثك عن لنزا الهيثمى. فاستحلِفُكَ بالله ألاَّ تقاطعنى بالسياسة حتى أُكملَ لكَ قصة لنزا. قلتُ لمحمد أحمد: أمَّا و قد إستحلفتنى بعظيم، فاسجع يا ساجع، فما أنا بمعقِّبٍ ولا بمقاطع.

يتبع ...

________
منشورة بمنتديات أُخرى.

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Empty رد: لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 1:53 am

(2)

المهم فى الأمر، بعد سماعِ تلك العبارة من د. عبد القادر، بدأ البعض يعلو فى المسامرات، بعيداً عن قاعاتِ الدرس، بلونه وعِرقه كمُكافئ نفسى لهذا الواقع. فسألنى صُحافى سورى، فى حضرةِ لِنزا، سؤالاً خبيثاً، حينما أدرك أنَّ بنتَ الهيثمى سادرةٌ فى إهتمامها بى، فقال لى من أين أنت؟ وهو يعلم أنِّى من بلاد السودان. لكونى الأسمر الوحيد فى تلك الثلة، علاوةً على أنَّ اسمى وبلدى مكتوبان على لوحةٍ أمامى. فقلتُ له تعلم أنِّى من السودان. قال أدرى، ولكن من أىِّ جزءٍ فى السودان؟ فقلتُ أنا من شمال السودان. قال إذاً أنتَ من عرب السودان؟ فقلتُ له لا يوجد نقاء عرقى فى السودان حتى تنعتنى بهذا النعت. يا أخى أنا سودانى و السلام.

فالرجل يعرف أنَّ من تكلَّم العربية فهو عربى، ولكنَّه كان يبحث عن دسيسةٍ عِرقيةٍ تُنَفِّر لنزا عنِّى. فأردف قائلاً: "هى المرة الأولى التى أُصادف فيها سودانى أسمر يعترف بأنَّه ليس بعربى. فكلُّ من نسأله يدعى أنَّه عربى أكثر من العرب أنفسهم. قلتُ له عربى أو سودانى لا تهُم، فالناس يعرفون بإضافاتهم إلى الأنسانية. سألنى متهكماً: ماذا أضاف الأسمر إلى الإنسانية؟ فقلتُ له دعك عن قول المحاضر عن الوقتِ الراهن، فمحنتنا أنَّ الآخرين لا يعرفوننا ولا يعرفون إضافاتنا للتأريخ. بل وإنْ عرفوها إبتخسوها، ونحن نعرف إضافات الاخرين للتأريخ ونعطى كلَّ ذى حقٍ حقه. قلتُ له: لا عليك، سوف تعرف ذلك فى الوقت المناسب.

خطر ببالى أنَّ العربىَّ النقىَّ أو الواعىَ لا يسأل مثل هذه الأسئلة، وإذا سُئلتْ فى حضرته يظهر عليه الإمتعاض. فتفحصتُ الوجوه لأقرأ لغة أجساد الحضور. فلا حرج يوجد على الجسد السعودى، ولا الأُردنى، ولا اللبنانى، ولا السورى، ولا التونسى، ولا الجزائرى. ولكنِّى وجدته على الجسد اليمنى وعلى جسد لنزا الهيثمى بيد أنَّها من الجزائر.

كنتُ حين أردُّ ردَّاً مفحِماً على الصُحافى السورى، أرى وجه لنزا يتوهَّج بالإبتسام. وبدأ هذا التوهج يتضاعف حتى وصل الأمرُ بالفتاة أنْ تحركتْ نحوى وختمتْ خدىَ الأسمرَ الأيسرَ بقبلةٍ مازال أثرها باقياً إلى يومنا هذا. قُبلة ٌ تململتْ لها العربُ العاربة والمستعربة، واْحمرَّ لها وجهُ الجزائر بخاصَّة.

فى ذلك العام كانت لنزا تعمل سكرتيراً ثالثاً بوزارة الخارجية. وأرجو أنْ تكون لنزا سفيرةَ إنسانيةٍ فى مكانٍ ما من العالم. فالبنتُ تحمل خُلُقاً أُممياً يؤهلها أنْ تكون كذلك.

فى عصر ذلك اليوم، الذى دار فيه النقاش حول عروبتنا المزعومة، جاءتْ لنزا إلى غرفتى، لَكَأنَّها تواسينى. سمِعْتُ الطرقَ، فنظرتُ بالعين السحرية، لُزُوم الأمن والأمان، فوجدتُ مشيدة القبلة بالباب. فتحتُ لها فعانقتنى من جديد ودخلنا إلى الغرفة. أحضرتُ زَنبِيلاً به تفاحٌ وكمسرا وعُنقودُ عنب، ودعوتها إلى كأس شاى. فقالتْ من أجل هذا الشاى أنا أتيت. قلتُ إذاً أملأُ لك كأساً بالشاى، فقالتْ لا، بل أنتَ معزوم عندى حفل شاى فى القاعة رقمِ ( 231 ) وعزف على الموسيقى الأسبانية. قلتُ ساخراً، من العازف، باخ أمْ بتهوفن؟ ضحِكتْ وقالتْ بلْ أنا. أنا أعزف على الجيتار والبيانو، ومتخصصة فى الموسيقى الأسبانية. قلتُ لها سوف أُلبَّى دعوتك إنْ شاء الله. فقالتْ ميرسى بُوكُو، ثمَّ ودَّعتُها ومضتْ.

حين جئنا إلى القاعة وقُبيل أنْ نجلس، حيَّتنا لنزا تشفياً من سخريتى، بمعزوفةٍ لباخ، وأجلستنا بِأُخرى لبتهوفن، فوحَّدتْ أمزجتنا المتنافرة فى جِلسة النقاش تلك، فصفق لها الحضور بحرارة.

فى ذلك المساء، سقتنا لنزا كؤوساً من شاىٍ وحبٍ وفنْ. ثمَّ أخذتنا رويداً رويداً إلى شواطئِ أسبانيا الساحرة. هناك وقعتْ عينى بعين صبية سلفادور دالى المطلَّة من نافذتها. فانداحتْ آياتٌ من السجال والجمال. فأنا أفنِّدُ للصّبيةِ التمركزَ على الذات الأُوربية فى نظرتها تلك، و كسلا تُلاسِنُ أشبيلية. والتقيتُ لوركا، وألبرتى، وولاَّدة بنت المستكفى. وتحاورنا طويلاً عن الملكة شجرة الدّر، تلك المرأة المنتخبة ديموقراطياً فى القرن الثالث عشر، يوم كانت رصيفتُها الأوربية أَمَةً بَغِيَّة.

وأنا أسوق شاهداً بعد شاهد، إلى أن أدخلتُ صبية َسلفادور دالى إلى قصر الكوشية أمانى شاخيتى، أشهر ملكة لأوَّل دولة عظمى عرفتها الإنسانية. وبعد أنْ إنحنتْ لأمانى بادرتنى قائلة: ولكن رجالكم لا يعرفون الحكم الرشيد. قلتُ لها: نحن نواة الحكم الرشيد، أمَّا رجال اليوم فشيوخكم هم سببُ فسادهم. قلتُ اسمعى ما قاله خاليوت بن بعانخى عن الحكم الرشيد منذ عشرة آلاف سنة قبل الميلاد: (إننى لا أكذب، ولا أعتدى على ملكية غيرى، ولا أرتكب الخطيئة، وقلبى ينفطر لمعاناة الفقراء، إننى لا أقتل شخصاً دون جرمٍ يستحق القتل، ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعى، ولا أدفع بخادم استجارنى إلى صاحبه، ولا أُعاشر إمرأة متزوجة، ولا أنطقُ بحكم دون سند، ولا أنصب الشراك للطيور المقدسة "أو أقتلُ حيواناُ" مقدساً، إننى لا أعتدى على ممتلكات المعبد - الدولة، أُقدمُ العطايا للمعبد، أننى أُقدم الخبز للجياع، والماء للعطشى، والملبس للعُرى. أفعلُ هذا فى الحياة الدنيا وأسير فى طريق الخالق، مبتعداً عن كلِّ ما يغضب المعبود، لكى أرسم الطريق للأحفاد الذين يأتون من بعدى فى هذه الدنيا وإلى الذين يخلُفُونهم وإلى الأبد)*. قاطعتنى الصبية مرتبكة، وهى تقول: و.. و.. و لكنْ هذا تـأريخ، نحنُ أبناء اليوم، نحن أبنا اليوم.

أخذتنى من عندها لنزا وهى تسجِّى على كتفى وتقول: ما رأيك بعزف ‘باخ وبتهوفن’ على الموسيقى الأسبانية؟ قلتُ لها: آهِ يا لنزا من العزف على هذا الوتر.

يتبع ...[justify]

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Empty رد: لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 1:58 am

(3)

فى تلك الَّليلة عافتنا لنزا من كثير من العاهات النفسية والإعاقات الإنسانية بموسيقاها الراقية الجاذبة. فالكلُّ نام على شدوٍ حلو. أمَّا أنا فسريتُ إلى لنزا أشكرها على نُبْلِها، ففتحت لى كلتا ذراعيها، وضمَّتنى إليها صحراءاً، وأعتقتنى روضا.

إستيقظتُ صباح السبت، وليلتها كنت أُمنِّى النَّفس بنومٍ طويل فى عطلة نهاية الإسبوع، على طرقِ لنزا للمرة الثانية. أهلاً صباح الخير يا لنزا. ألا فكاكَ منك أيتها الحسناء؟ لقد أيقظتنى منك عليك، هل أنتِ حقيقة؟ فقالتْ نعم، هى ذى أنا لنزا، جئتُ لآخذك إلى سوق بنغازى الواقع على تُخُومِ جُدَدِ الأَلب. قلت لها هل تريدين إيداعى للثُلُوج والدببة؟ قالت بل لنشترىَ بعض الأغراض. قلتُ لها إصطحبى رفيقك الجزائرىَّ، فعيونه تلاحقنى باللعنات، وأنا أُحبُّ الطَّاهر وطَّار، وواسينى الأعرج، وسعدى الصباح، وأتحاشى فى مثل هذه المواقف أنْ تقع عينى بعين أحلام مستغانمى. فقالت لا، أنا أحسُّ معك بالأمان. فقلتُ: ولكن رفيقك لا يستأمنِّى عليك، أنا هذا الفرخ الأسمر. قالت: دَعْكَ عن جلدِ الذات، فأمانى عندك. قلتُ لها: إذاً نذهب فى أمانِ الله.

خرجتْ لنزا لتأتى بعد ساعة، خلالها أعددتُ عُدَّتى للرحلة: ملابسى الداخلية، تى شيرت، قميص، فنيلة صوف، بدلة كاملة، شال، قلنسوة من الجلد مبطَّنة بفراء مخملى، قفازين، جوارب، أُوفركوت وبوت غليظ، أدخلته فى قدمىَّ وأنا ألعن كل عساكر أهل الأرض.

عُدنا منتصف النَّهار، وأىُّ نهار! نهارٌ ثلجىٌ موحش، إلى مكان إقامتنا مُحمَّلين بالأغراض والكنوز والفوائد. ومن ثمَّ دلفنا لتناول اللنش فى المطعم الملحق بمكان سكننا، و بعد ذلك شفطتنا الغرف الأنيقة إلى أحضانها، فَغِبنا فى أحضانِها.

وأنا أُمنِّى النَّفس براحةٍ مديدةٍ بعد عناءِ الرحلةِ إلى جبالِ الثلج، فإذا بالباب يطرق عند السادسة مساء. اللَّه! أخشى أنْ تكون لنزا الهيثمى! هذا وقتُ العشاء. وأنا قد قررتُ ألاَّ أذهب للمطعم، لأنَّى منهك برحلة لنزا إلى جبال الألب. تفحصتُ الطارق من داخل غرفتى كالعادة، فكانت كما توقعتُ لنزا الهيثمى. فتحتُ الباب بكسلٍ حقيقى لأنَّها أيقظتنى من النوم، وأردفته بآخر مفتعل لأقتل عندها أىَّ رغبة لإقتلاعى من هذا الحضن الدافئ. كما أنَّني داخلياً أستدفئُ بأُنثى تخصنى (بليلاى)، حسناء بلونِ الصندل. فقلتُ أهلاً بعازفة الموسيقى الأسبانية. أَأَدْخُلْ؟ فقلتُ أجل، مرحبا بالحسناء لنزا. قالت حينما تأتى للعشاء، سنكون على طاولةٍ واحدة لنتجاذب بعض الأفكار. نقلتُ لها عدم رغبتى فى الذهاب إلى مكان العشاء لأنِّى مُتعب، وليتنى لم أفعل. فقالت لا عليك، أنا سآتي بالعشاء إلى غرفتك ونتعشى سوياً. فقلتُ يا سيدتى لا تكلفى ... قاطعتنى وقالت: ولا كلمة. ثمَّ إنسحبتْ من الغرفة بحركةٍ رشيقة، تجانس حركة أناملها على البيانو حينما تُكملُ معزوفةً ما. وعادت بعد نصف ساعة، تحمل عشاءاً لشخصين إثنين لا ثالث لهما. فقلنا باسم الله للتأكيد على ذلك.

قلتُ لِلِنزا، أنتِ تقلقين وتُثيرين حفيظة السلك الدبلماسى لبلدك بِصَنيعِكِ هذا، فلماذا كل ذلك؟ قالت: لا تعبأ بذلك، أنا إمرأة حرة، أُمارس حياتى كما أشاء. قلتُ لها : ولكن أنا لستُ حراً. فحياتى مُصفَّدة بعشرات العقد والتقاليد، فدعينى وشأنى يرحمُكِ ويرحمُنى الله. قالتْ: لا، لن أتركك وشأنك، وسنقضى عطلة نهاية الأُسبوع فى معية بعضنا البعض. توجَّستُ للوهلة الأُولى، وظننتُ أنَّ لنزا تقول لى هيتَ لك. ثمَّ قلَّ توجُّسى قليلاً بوجود الطعام الذى بيننا (ملحٌ ومُلاح)، فَخِلتُ العشاء عشاء بِطون. ولكنَّ النِّقاش حوَّل العَشاءَ إلى غذاءِ عِقولٍ و فكر. وقد ختمتْه قائلة لى: دعك عن هذا، فأنا اشتريتُ تذكرتين لنذهب أنا وأنتَ إلى دار الأُوبرا بروما. الأُوبرا! بروما! فقالت نعم الأُوبرا بروما. قلتُ: متى؟ قالتْ الآن. قلتُ: أمانة ما وقع راجل. قالت ماذا قلت؟ قلتُ لها أخشى أنْ أكون قد فكرتُ بصوتٍ مسموع.

فالمرأةُ قد جدعتنى لِلَحظة، إلى سبعينات القرن الفائت. فاستدعيتُ تشبيهاتى للأوبرا على أيامنا تلك. وغبتُ قليلاً عنها فى جب ِّ الماضى، حيث الأوبرا عندى وقتها نوع من البيوي بُوي (العويل). وعندما تقدمتْ السنُّ قليلاً، وإنتظمنا فى الحركات الثقافية والأدبية، بدأتُ أفهم طبقاتها الصوتية، ولكن بطريقةٍ تُلمِّعُنى كشخصٍ يبدو مثقفاً فى نظر الناس، أكثر من التعامل مع الأوبرا كفن قابل للفهم والهضم بصورة أعمق. وحينما التقيتُ بالحلاج وإبن العربى والنفرى، تطورت الأوبرا عندى إلى نوعٍ من الصيحة، والتى عبرها يبثُّ المريدُ مواجيده.

أما الآن، فأنا فى معية حسناء – بلاحِدود، وحتماً سوف تزجُّ بى إلى دار الأُوبرا. وسوف أكون وجهاً لوجه مع مغنِّى أو مغنِّيةِ أُوبرا. وأنا منجدلٌ بين العويل و الصيحة، سألتنى ما رأيك؟ فقلتُ لها إنَّ عشاءك دسمٌ، تبدو الفكرةُ باهرة. لعلِّى هذه المرة سوف أُلامس الأُوبرا بكل حواسى. وعلى العموم قبلتُ الدعوة. لِمَ لا، والذى يستبدل ظنَّه بمحسوس، أسرع وصولاً للحقيقة من المتوهِّم. فهانذا الآن مقبلٌ لا على عويل ولا على صيحة، بل على محسوس الأُوبرا. فرحتْ لنزا فرحاً شديداً، وأحرجتنى هذه المرة بقبلةٍ طويلةٍ ومُصَوِّتة. قلتُ لها: دعينى أتعامل معك كمطلقِ إنسانة، وأُحبُّك كإنسانة. بادرتُ بهذه العبارات لأنِّى بدأتُ أشعر بحرج الأُنثى التى بداخلى. فتبسمتْ ضاحكةً من حرجها ومن قولى وأردفتْ قائلة: ضع نفسك فى أىِّ خانة حبٍ تشاء، فالمهم أنْ تُحبنى وألاَّ تتعامل معى كشخصٍ مُقلِقٍ للراحة، كأنَّنى حصاةٌ فى حذاء. قلتُ لها حاشاك، ولك ما أردتِ.

كانتْ واثقةً من أنَّها سوف تتسرّب إلى ذاتى، وأنَّنى سأُحبُّها على النحو الذى تُريده. وتعجبتُ لهذا الوثوق ولهذه المثابرة. ولا أكتمكم القول فقد زادا من إجلالى واحترامى وحبى لها. ولكن ليس على الطريقة التى تُريد، على الأقل حتى الآن. فأنا إمرءٌ به أناة.

يتبع ...


عدل سابقا من قبل Hussein -abul-Haj في الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 4:58 pm عدل 1 مرات

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Empty رد: لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الثلاثاء أكتوبر 19, 2010 2:00 am

(4)

طِرنا إلى روما، وإلى دار الأُوبرا. وليس إنقاصاً مِن قدرِ هذا الضربِ مِنْ الفنْ، فتزاحمُ النَّاسِ دخولاً إلى بابِ الأُوبرا، أرجعنى بذاكرتى إلى توافدِ النَّاسِ إلى بيوت العزاء قبيل لحظات خروج الجنازة. فعذراً لهذا التشبيه القروى، فأنا ابن قرية من قرى منحنى النيل بشمال السودان، تأخذُ تشبيهاتها للتجمعات من ثقافةِ النفير. فالخلقُ قد جاءوا من كلِّ صوبٍ وحدب، وملئوا القاعة بالصخب. وما أنْ جاءتْ إمرأة تجرُّ ذيولها البيضاء وتُمسِكُ بوردةٍ بيضاء، حتى صفق الحضور تصفيقاً حاراً وطويلاً. ثمَّ خنسوا وتحولوا إلى شواهد.

هذه المرأة سحرتنا بقدرتها على التّهادى، فأصبح الواحد منا فى حالة جذب. أمَّا لنزا فقد كانت، كأنَّها المايسترو، تُماوج أياديها مع تلكم المقامات السحرية بإنسجامٍ وطربٍ وسُكر. وما انفكَّتْ تغمرها النّشوى، حتّى إذا بى أسمعها تُتَرجم كدرويشٍ أخذه موقفٌ جمالىٌّ أو جلالىّ. ثمَّ إلتفتَ الحضور الصامت نحونا. وفى العادة لا يُقاطِعَنَّ أحدٌ بالتصفيق أو غيره إلاَّ بعد إنتهاء المغنِّى. ولكنَّه غفرَ لِلِنزا مقاطعتها حينما عرفَ أنَّها قد أُغمىَ عليها وبدأ يتفسّحُ لنا. كانت فى يدىَّ كصبية نامت فى حجر أُمِّها. وحينما انتهى ذلك المشهد من الأُوبرا، نُفخَ فى الصورِ فصفقتْ تلك الجموعُ من جديد، تصفيقاً أحنى قامة المغنية لجمهورها. بعده إستطعنا أنْ نأخذ لنزا إلى المستشفى بطريقةٍ سريعةٍ ويسيرة.

تمَّ تطبيب لنزا على يد طبيبة إيطالية من قريةٍ من القروى المحيطة بروما تُسمَّى"ستى دى كاسْتَلَّو"، وإسمها هيلين. ورُويداً رويداً، بدأت لنزا تستجمع عقلها الظاهِر، والذى إحتلَّه العقل الباطن ردحاً من الوقت، فكانت تقول كلاماً بين الخطرفة والهذيان. تبيّنتُ منه: "بنتى أُوبرا، بنتى أُوبرا". ألهذا الحد أنتِ تفنين فى فِكرتك؟ ألِهذا الحدِّ أنتِ شغوفة بالأُوبرا؟ وتُطلقينها على إحدى بناتك؟ لايملكُ المرءُ إلاَّ أن يُحبُّك ويُحِبُّ بناتك كما يُحِبُّ ليلى وبناتها.

بقينا إلى ما بعد منتصف الليل بالمستشفى، حتى أستفاقت لنزا كليةً، ومن ثمَّ أخذتها إلى الفندق، صِنوى على فخذىَّ أطبطِبُ عليها، وأُناغيها حتى وصلنا. قلتُ لها: أنتِ عاشقة مجنونة، وستُهلكين نفسَكِ يوماً ما. فقالتْ: ما أجملَ أنْ تهلك عشقاً. أحضرتُ لها كوب حليبٍ باردٍ ومنزوع الدسم، فشربته، ثمَّ استاكتْ ونامتْ. غَطّيْتُها بنظرةِ حُنُوٍ وقُبلةٍ، وبطانيةٍ من فِراءٍ أنيق. أما أنا فتهجدتُ قليلاً فى ذلك المِحراب، ونمتُ نوم المتعبِ الخائر.

استيقظتُ يوم الأحد قبيل الشروق، على أنغام نواقيس الفاتيكان وهى تنادى الناس للصلوات، فقمتُ فصليتُ الصبحَ ونمتُ ثانيةً. ولكننا استيقظنا على طرق النادل فى معية هيلين التى جاءت لترى لنزا وتزفُّ لها خبراً غير سار، وهو قابليتها للإصابة بمرض القلب. ولعلَّ لنزا كانت تتوقع شياً من ذلك، فلم تعِر الأمر كثير إهتمام.

عند العاشرة قلتُ لِلِنزا، هل لّى أنْ أدعوَكِ لرؤيةِ الرسوم التى إفْتَنَّها مايكل أنجلو على سقفِ مبنى الفاتيكان من الداخل؟ لماذا لا نزور الملعب الرومانى ومدينة البندقية؟ قالتْ لى: إنتقلتْ إليك العدوى إذاً. فقلتُ لها: هى أربعون من الأيام وأنا فى معِيَّتِك أيتها الساحرة المجنونة. قالت: ليس الأمرُ كلُهُ معيَّتى، وإنَّما وَلَعُكَ بمحسوس التأريخِ والتراثِ أيضاً، وإنْ كنتُ أخشى عليك من مرض القلب. ولكنْ لا بأس، فلنذهبْ. لقد طرِبتْ لنزا للفكرة طرباً شديداً. لكنَّ قلبها قد وخزها وخزةً، جعلتها تضعُ يدها اليمنى على يدها اليسرى، وكلاهما على قلبها، مع إنقباض عينها اليسرى وهى فى حالةِ إنهيار. حملتُها على يدىّ، ووضعتُها على السرير. ما بك يا لنزا؟ هل أُنادى على هيلين؟ فكانت آخرُ كلمةٍ منها نعم. جاء الإسعاف بدلاً عن هيلين، وأخذنا لنزا إليها.

قلتُ فى نفسى: آلآنَ وقد ألِفَتْ عيناىَ مُحَيَّاها النَّضير، وأُذناىَ سَمَرَهَا، وقلبى فُتِحَ لقلبها! مالِ هذه المدينة العجوز ومالِ لنزا، أخشى أنْ تصيبها بمكروه.

فى هذا الأثناء لحق بنا بقية الأُخوة العرب، وقد أخبرتُ الجزائرىَ بما جرى للنزا. فصك وجهه، ثمَّ قال: تستأهل ذلك، هى وشأنها. قلتُ له عليك أنْ تفكر بشكل إيجابى وتخطر السفير الجزائرى بالأمر، وإلاَّ فسوف أقوم أنا بذلك ويومها لن تسعك أرضٌ ولا سماء. تلكأ قليلاً، ثمَّ ذهبنا إلى السفارة وأخطرناهم بما حدث لِلِنزا.

لم أستطع زيارة لنزا لمدة ثلاثة أيام متتالية. فالبرنامج الذى أُعدَّ لنا كله خارج مدينة روما. وكنَّا نعود فى الليل بعد إنقضاء مواعيد الزيارة بالمستشفى. فلم أتمكن من رؤيتها إلاَّ بعد حين من الدهر. قبل يومٍ من إنقضاءِ إقامتنا بإيطاليا على وجه التحديد. ولكنَّ هيلين ما فتئتْ توافينى بأخبارها، وعلمتُ منها أنها تجاوزتْ الكوما تلك، ولكنَّها عُرضةٌ لِنوباتٍ قلبيةٍ أخرى، ربما تكون خطيرةً، تحتَ تأثير أىِّ درجة من الإنفعال.

حين زرتُها لِأُطمئنَّ عليها بنفسى، نهضتْ من عنايتها المكثفة فرحاً بمجيئى وعانقتنى عِناقاً طويلاً، بحران يمتزجان ... ذلك العِناقُ إنتهى بروحها إلى أُنثاى، واستودعتنى أُوبرا، وقالتْ: أنا الآن أضمُك روضاً وأعتقكَ روضا. ثمَّ غابتْ عن الوعى فى رفقةِ هيلين، وأُخُرِجـتُ قسراً من غرفتها.

_______________________

* خاليوت بن بعانخى - معبد البركل، منتدى البركل، الصفحة الرئيسية.

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Empty رد: لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا

مُساهمة من طرف محمد داردوق الأربعاء أكتوبر 20, 2010 7:03 pm

لك كل الشكر والتقديــــــر
محمد داردوق
محمد داردوق
شامخ جديد

عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 19/09/2010
العمر : 47
الموقع : mat21311@yahoo.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا Empty رد: لِنْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــزا

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الإثنين أكتوبر 25, 2010 4:19 am

شكراً أخى محمد. وأخشى أن تكون لوحدك فى هذا المكان. فيوجد منتدى جديد اسمه "شبكة منتديات الحسيناب"، وقد رحلنا إلى هناك. فلماذا لا تنضم إلى المنتدى الجديد؟
شفيف الود.

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى