المرأة في الماضي وفي الحاضر

كانت المرأة في الماضي ملكة البيت ، مسئوليتها تربية الأبناء ورعايتهم اللصيقة ، ومسئولة من كل الواجبات المنزلية وواجباتها نحو زوجها فهي لا تكاد تخرج من المنزل إلا لزيارة جاراتها في وقت الفراغ أو الذهاب لمعاودة مريض أو المشاركة في الواجبات الاجتماعية من فرح وترح ، واسهم في ذلك ثقافة المجتمع السوداني والتربية الإسلامية ، فلا تجد المرأة في مكان به رجال غرباء ، ولا تجدها ترفع صوتها أمام رجل مهما كان إلا من شذت " ولكل قاعدة شواذ " ، تلك الثقافة وقفت حائلاً دون أخذ حظها من التعليم " وأعني بالتعليم العلم الدنيوي " في زمن كان فيه حتى تعليم الذكور به مصاعب لقلة المدارس وعدم رغبة الأهالي بالتعليم لأنه يشغل الأبناء من العمل بالزراعة والرعي وجلب لقمة العيش ، ولكن حتى تعلم أمور الدين كان بقدر ضئيل أسهمت فيه بعض خلاوى القرآن ، وشيئاً فشيئاً ومع تطور العالم ووسائل الاتصال أصبح بعض المتعلمين المثقفين يرسلون بناتهم للمدارس وكانت نظرة المجتمع إليهم نظرة استهجان ، وهكذا بدأ المجتمع يتقبل الفكرة وأصبح عدد النساء المتعلمات ينمو يوماً بعد يوم حتى أصبح اليوم عدد الطالبات في المؤسسات التعليمية يفوق عدد الطلاب ، هذا في جانب التعليم والدراسة أما في مجال الخدمة المدنية فنجد أن المرأة قد استحوذت علي الكثير من المقاعد الوظيفية ، بل ونجدها قد أزاحت أو كادت أن تزيح الرجل من وظائف التربية والتعليم ، فالمرأة الآن أصبحت منافساً شرساً للرجل في سوق العمل ، ولكن ، باعتقادي ، هذا الانخراط في الخدمة المدنية جاء علي حساب دورها التربوي المنزلي وواجباتها المنزلية ، فأصبح الكثير منهن يرسلن الأطفال إلي الحضانات في فترة وجودهن في العمل وهذا قد يؤثر تأثيراً كبيراً في تنشئة الأطفال ، واعتقد أن هذا قد ظهر جلياً حيث تسمع بين الفينة والأُخرى أخبار عن عقوق الوالدين هنا وهناك " حمانا الله وإياكم " وما شابه من هذه التصرفات .