جائزة الطيب صالح العالمية

سؤال يجيل بخاطري دوما عندما تاتي ذكري للاديب الطيب صالح , هل يا تري ان ابداعه تاتي من انه الولد الصغير الذي تربي في تلكم المناطق والدروب ,والتي شهدت مخاض حياةٍ في تلكم القيعان البائسة من صحراء يابسة تمتد بامتداد تلك المناطق, ام انه الشاب الذي سافر عبر المحيطات وراي ما راي في هذا العالم الواسع فتفتقت افكاره وتجاوزت حدود اشجار الدوم وقيزان الرمل البيضاء ذات الدروب الضيقة التي تؤدي للسواقي والمترة, ام يا تري هو الحنين للنخيل والنيل والاب والام والاخوة وبالطبع ناس الحلة من عبد رحمان سيد الدكان الي فاطمة بت عبد الرحيم والتي لم تعرف في حياتها قط لحظة من حزن بالرغم من حرمانها للولادة ولكن كنا كلنا ابناء لها ,ذلك الحنين الذي يشدٌ الي الخلف ويزعزع سكينة الوجدان ,عندها لا تختلف غربة من هاجر الي الخرطوم اولندن او حتي لكوكب المريخ, فدرب الصحراء هو هو, والدابة اما بص ود ابزيد او صابر جرا في العهود القديمة او حتي بصات المحس والتي تنبئك قبل وصولها بذلك البوري الحزين السعيد والذي يعزف اجمل الالحان واشجاها الينا, كلنا كنا راكبين او شبه من ذلك , منا من وُلد وتربي ومات هناك ,ومنا من تجاوز حدود صالات المودعين في ذلك المطار العتيق بمدينة الخرطوم والتي اكتفي معظمنا بان تحتويه بكل ما فيها من فرح وحزن , او دعنا نقل مجازا قُرب وبُعد ,فلماذا يا تري تجاوزنا الابداع ام ربما نحن تجاوزنه مثل تجاوزنا لاشواك النخيل والتي ثقبت وسكنت اقدامنا الحافية من ا طراف الجداول في ايام الطفولة البرئية والذي لم يتجاوزه الطيب صالح بل احتواه واسكنه فيه فصار كأنه حرف من حروف اسمه.
تسنت لي الفرصة ان اكون احد منظمي تلكم الجائزة العالمية بحكم عملي في الشركة المنظمة للجائزة(زين), والتي استطاعت ان تلفت اليها الانظار في زمن وجيز في كل انحاء الوطن العربي والعالم اجمع, فمصطفي سعيد شخص عزيز لكل من عرفه, فهو صورة حية لما يجيش في النفس من حب وكره وعجز وقوة وعزم,,, حبُ للحياة التي عشناها, وكُره للحياة التي لم نعشها, وبين ذلك وذلك عجز في تحديد الوجهة وقوة وعزم في المُضي الي اللا مجهول.
عاشت فينا الجائزة وعشناها لفترة وجيزة من الزمن حاولنا فيها كل ما وصلت اليه عقولنا من حدود لتكون في حدود المعقول مقارنةُ باسم تحملها, ومؤسسة ترعاها, ووطن هو النيل سكنت فيه حكايات وقصص كانت هي فتيلا لابداع يُحتفي به