خــاطـــــــــــرة

كان يجلس وحده وسط ظلام دامس تسترجع ذكرياته ، كان المكان موحياً بالرهبة ، الظلام يحيط بكل الأشياء التي حوله ، وزاد من سواد تلك الليلة ذلك السحاب الركامي المعتم ، مما جعل الأشياء حوله تبدو وكأن لا أشياء ، فجأة لاح له وميض في جوف ذلك الظلام الدامس و بدأ يقترب منه قليلاً .. قليلاً ، ظل يفكر في ماهية هذا الوميض وعيناه متعلقتان به لا تبرحا عنه قيد أنملة .. وذلك النور يقترب ويزداد قوةً شيئاً فشيئا حتى إذ صار أمامه .. وجدها هي .. تبسمت في وجهه بثغر متألق ظنه برقُ أرسلته السحب التي خلفها ، بادرته بتحية عذبة ومدت يدها تصافحه .. شعر بقشعريرة باردة سرت في جسده وسمع قلبه ينتفض بشدة حتى خشي أن تسمع صدي نبضاته ، حاول أن يستيقظ من ذهوله وحاول أن يرد لها التحية ، جمع الحروف وهم بإخراجها ولكن .. تلعثمت الشفاه وأبت مخارج الحروف أن تؤدي وظيفتها .. و .. و .. وأرعدت السماء ....
فانتفض من غفوته ووجد ملابسه قد ابتلت بقطرات الأمطار ..