منتدي الحسيناب الشموخ
مرحباً بك زائرا عزيزا في منتدي الحسيناب الشموخ

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي الحسيناب الشموخ
مرحباً بك زائرا عزيزا في منتدي الحسيناب الشموخ
منتدي الحسيناب الشموخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» صور من البلد
صاعقة الحسن Emptyالثلاثاء يونيو 13, 2023 2:07 pm من طرف احمد محمدنور

» المرأة في الماضي وفي الحاضر
صاعقة الحسن Emptyالسبت نوفمبر 03, 2012 10:25 pm من طرف محمد داردوق

» جائزة الطيب صالح العالمية
صاعقة الحسن Emptyالأربعاء أغسطس 17, 2011 5:41 pm من طرف ود دبني

» سيره ذاتيه
صاعقة الحسن Emptyالأربعاء يونيو 29, 2011 9:54 pm من طرف محمد داردوق

» الصلاة علي النبي الامي
صاعقة الحسن Emptyالأربعاء يونيو 29, 2011 7:55 pm من طرف محمد داردوق

» الصلاة علي النبي
صاعقة الحسن Emptyالأربعاء مايو 18, 2011 9:41 pm من طرف محمد داردوق

» الحسيناب والاهتمام بتحفيظ القران
صاعقة الحسن Emptyالإثنين مارس 28, 2011 12:53 am من طرف محمد داردوق

» تاريخ الهندسة الميكانيكية عند العرب والمسلمين ..!!
صاعقة الحسن Emptyالسبت يناير 29, 2011 11:47 pm من طرف رتيبة سليماني

» فضــل سورة الأخلاص
صاعقة الحسن Emptyالخميس ديسمبر 23, 2010 8:16 pm من طرف محمد داردوق

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 29 بتاريخ الجمعة أبريل 28, 2023 9:33 am
الاف الدعا ء بالشفاء العاجل لمدير مدرسة الككر العريقة

الإثنين يوليو 26, 2010 5:57 pm من طرف حزيفة حاج الكجم

ود احمد يا استاز الاجيال اشفية شفاء عاجلا غير اجل

تعاليق: 4

بسم الله الرحمن الرحيم: "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون"

الأحد يوليو 25, 2010 8:36 pm من طرف Hussein -abul-Haj

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم



[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 7

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم


صاعقة الحسن

+2
احمد محمدنور
Hussein -abul-Haj
6 مشترك

اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الجمعة مايو 28, 2010 9:28 am


(1)
لم أدرِ لماذا يخرجُ الناسُ بكل ذلك الحرص لرؤيتها صباح مساء، فيُصعقُ من يُصعقْ، ويُجَنُّ من يُجَنْ، فقد كُنتُ يومها فى يُفُوع. وكلُّ استقرآءاتى لذلك كانت مقيدةً بسقوفِ النَّفسِ الطفلة، إلى أنْ زرت معرضَ الفوتوغرافيا بمدينةِ شلسى بلندن. ولكنْ تَعلقُ ذهنى منها جميلةٌ ونفيلة. ولا أذكرُ مِنْ مَلامِحِهَا إلاَّ ما يجعلنى أُمَيِّزُها عن سواها، بالرغمِ مِنْ أنَّها مُترفةُ الحسنِ وفى كلِّ شئٍ لها ميزةٌ عن سواها.

رأيتها فى احدى العطلات المدرسية ترتدى السروالَ و تركبُ الجوادَ وتُحَىِّ الغاشى والماشى، ، وتتفقُّدُ أحوالَ الأهلِ والعشيرةِ. تَسمرُ ليلةً هنا، وتسمرُ ليلةً هناك. فحوَّلتْ كلَّ ليالى القرية الى ليالٍ بِيض.

كان ذلك هو الأمرُ اللافتَ فى حىِّ البساتين الواقع على الجزء الذى يبدأُ فيه النيلُ فى الأعتدال عَنْ مُنحناه. وتلك هى الصورةُ الفطيرةُ التى تختزنها ذاكرتى لصاعقةِ الحسنِ آية. فتاةٌ مصابةٌ بالحياة، ولا يَحبِسُها تعقيدُ التركيبة النفسية لسكان الريف عن ممارسة هِواياتِها وعقائدِها الإجتماعية، كأنَّها نسمةٌ. ويستحسنُ النَّاسُ منها ما يُذمُّ عند سواها. وهكذا كانت تُملئ على الزمانِ والمكانِ حضورَها البهىَّ وحيويتَها الغامِرة.

وفى أوَّلِ العهدِ بالسفر، رِفقة الأهل والعشيرة، أذكرُ كنَّا ثلاثة إذْ ذهبنا إلى العاصمة المثلثة الخرطوم. ونحنُ بعدُ أحداث، كنَّا نُقسِّم العاصمة المثلَّثة، فنقول: ثلثٌ لأهل بحرى، وثلثٌ لأهل الخرطوم، وثلث لآية. فهى إذاً طَفْلَةٌ وحاضرةٌ فى النَّفسِ الطِّفْلة. وثلثُ آية تمَّ تحريفه فيما بعد إلى مثلَّث آية. وفى مثلَّث آية هذا، أذكر أنَّنا نزلنا ببيتٍ متواضعٍ لأهلٍ لنا من حى البساتين، تقومُ عليه امرأةٌ تبيعُ وتشترى. أمرأة سمراء، بدينة وجميلة تسمى السمحة، اسم على مسمى. غير أنَّ خديها الأسيلين مشوهان بالشلوخ وقد سربتِ الحياةُ الى جسدِها بعضَ التعب. لكنَّها مازالتْ كريمةً ونبيلة، وبيتُها قبلةٌ للمسافرين بين الريفِ والحضر. ولايخلو بيتُها من عددٍ من الأشخاص الذين يقيمون إقامةً دائمةً هناك، من غير أفراد أُسرتها.

نزلنا ببيتها وكان حالُنا يُغنى عن سؤالِنا. ملابسنا متسخة بذلك الغبارِ النَّاعمِ الذى يَعْلَقُ ملابسَ المسافرين بين أُمدرمان و دنقلا. آذآنُنا وأعْيُنُنَا مملؤةٌ بهذا الغبار، وكلُ شئٍ فينا اتَّخذَ لونَ ورائحةَ الكائناتِ التى تسعى بين أُمدرمان ودنقلا.

نادتْ السمحة على إبنتها آية لتدلنا على مكان الحمام وتبديل الملابس. أطلَّتْ علينا آيةٌ رَبْعَة. وجهُها كفلقةِ القمر. وشعرهُا أسودٌ فاحمٌ وطويل، ويومئ إلى أفريقيةٍ خاملة. إنَّها بنتٌ مملوءةٌ بالحنوِّ والحنانِ والود. ويوشكُ فمُها، إذا تحدثتْ، أن يشرقَ بإبتسامة. إحتفلتْ بنا آيةٌ واحتفلنا بها، وعطَّرتنا بعطرٍ باريسىٍّ جميلٍ، وألبستنا الملابس النظيفة، ورجَّلتْ شَعْرَنا. إهتمَّتْ بنا كما لو كنُّا إخوتها من أبيها وأُمِّها. وما رأيتُ فى حياتى قط شخصاً يُدخلُ السرورَ على قُلوبِ الناس كما كانت تفعلُ آية. وهى مُنذُ وِلادتِها تسكنُ هذا المثلثَ وتسكنُ فى كلِّ قلب.


(2)

كانتْ حين تخرجُ فى الصباحِ الباكرِ إلى المدرسة، تُفتَحُ الأبوابُ والشرُفاتُ، فينظرُ إليها أهلُ المثلثِ عُنوةً وخِلسة. الكلَّ يحرصُ على أن يبدأ يومه برؤيتها، ويختمُهُ برؤيتها، هكذا كان يَحفظُ مثلثُ آية توازنه. أمَّا آية، فكانت تعلمُ أنَّ النَّاس ينتظرونها لينظروا إليها جيئةً وذهابا. ولم يكن ذلك ينقصُ من سجيّتها شيئاً. فكانتْ تحيِّهم ، وترسلُ نظرتَها اللاَّ - الحسية فتحيِّدَ نظراتِهم إليها، وتؤنْسِنُها. فتتحولُ عباراتُ السُّوقةِ إلى تسبيح، فلم يمَسُها أحدٌ بسوءٍ قط. وترسلُ خاصيتها الفوق - إنسانية، فتوقرُ الكبير وتحترمُ الصغير. تعين المحتاج والضعيف، وتواسى الفقير والكفيف. كأنَّها بُعثتْ لتَحْشُدَ فى النَّاس الفرح. وللهِ درُّها، فقد كانتْ محضَ امرئٍ سمحاً.


وهكذا كانتْ رِحلةُ آية، من بيتها إلى أىَّ مكان، مليئةً بالأحداثِ والآيات. وهى ذاهبةٌ إلى المدرسةِ، ذات صباح، رأتها إمرأةٌ ترضعُ طفلاً بجوارِ خورِ أبى عنجة من جهةِ تفرُّعِهِ عن النَّيل، وكان الخورُ وقتها مملوءاً بمياه الفيضان. فأذهلتْ المرأةُ عن رضيعها، فسقطَ وتدحرجَ إلى الماء. فإذا بآية تقفزُ فى الماء بزيِّها المدرسىِّ وتنقذ الطفل. ولما أحضرته إلى أمِّه الذَّاهلة، فإذا بها تزدادُ ذهولاً من ملاحةِ ما رأتْ، فإنتهى بها ذلك الأمرُ إلى مستشفى التجانى الماحى.

وهى فى بلَلِها ذلك، رأها أحدُ المصورين الأجانب الخارجين للتوِّ من قاعة مجلس الشعب، وصاحَ وهو يرددُ: "هولى هيفِن"، وانهالَ عليها تصويراً. وكان كلما يريد أن يأخذ لقطةً مغايرة، يستبسمُها (سيىْ جِيز). فالكاميرا تَبْرُق وآية تَبْسُم، الكاميرا تبرق وآية تبسُم. استمرتْ هذه المعركة السّنية ردحاً من الوقت، ذهبَ على أثرها بصرُ المصوِّرِ مؤقتاً.

إستوقف هذا المشهد أحد السابلة (لعلَّه أخُ العازة)، فسأل المصور ما إذا كان عنده إذنٌ بالتصوير من الجهات المختصة. فردَّ المصوِّر قائلاً: "أنا فقط ممنوع من تصوير الكبارى والمناطق العسكرية". فضحك السائل من خبث ومكر المسئول، وقلَّلَ من حِدّةِ موقفه الأوَّل بعد أنْ أدرك أنَّ الرجلَ قد صار كظيما. وأنَّ الفتاة فى حصنٍ إلهىٍّ من الأذى. بعدها طلب المصوِّرُ من الحضور أن يوصلوه إلى مشفى العيون ففعل أحدهم.


كان ذلك اليومُ يوماً حافلاً من أيام آية. فوصلت المدرسة متأخرة قليلاً، ولم تحضر الطابور. دخلتْ إلى فناءِ المدرسة مع بداية جرس الحصة الأُولى، ومازالتْ ملابسها مبتلَّة. وفى الإتجاه المعاكس لها خرج مدرسا التربية الإسلامية والفيزياء من مكتبيهما ليدرسان حصتيهما فى فصلين متجاورين. إلتقتهما آية عند أوَّل فرندة الفصلين، حيتهما ومضتْ إلى فصلها. فإذا بإستاذ التربية الإسلامية يدخل، مُرتَبِكَاً، حصة الفيزياء ويدرسهم باب النِّكاح، وأُستاذ الفيزياء يدخل، صَعِقَاً، حصة التربية الإسلامية ويدرسهم الشحنة الكهربائية، درسانِ لم يُحضِّرْ أىٌّ منهما مادَّتَه فى ذلك اليوم. نُبه الأستاذان لما جرى، ولكنهما واصلا التدريس حِفاظاً على وقارهما، متظاهرين بأنهما إتفقا مسبقاً على ذلك. ويومها نجتْ الطالبات من رتابةٍ وواجبٍ ثقيلين. فَضَحَ هذا الأمر أُستاذ الفنون الجميلة بالمدرسة. فقد عبر عن هذا الموقف بلوحة نُقلتْ فيما بعد إلى مُتحف اللُّوفر بفرنسا، سمَّاها "خصوبة الجمال". ولو أنَّه عبر عن هذا الموقف بطريقة غير الرسم، لأُتهمَ بالزندقة والشيوعية، ولربما فُصِلَ من التدريس لسوءِ السلوك. على أية حال فقد ملأتْ شُهرتُه الآفاقَ بسببِ تلك اللوحة.

خرجتْ السمحة من منزلها لتلاقى آية القادمة من المدرسة بالقرب من أُستاد الموردة. فقد كانتا متفقتين منذ الصباح أنْ تلتقيا عند هذا المكان بغرض زيارة جارتهما التى نُقلتْ إلى مستشفى الدايات فى حالة ولادة متعثرة منذ يومين. فلمَّا دخلتا المستشفى، آية تسبقُ السمحة،إشرأبَّتْ رقاب النساء قبل الرجال نحو هذا الملاك الذى يسعى نحوهم. وكانت السمحة تبسمل وتحوقل محصِنةً لإبنتها. أمَّا آية، فكانت تبُثُّ تحيتها المعهودة لكلِّ النَّاس، وسلمَّتْ على كلِّ المرافقين بِلا استثناء، فقام لها المرافقون بِلا استثناء. ومن ثمَّ إتجهتا إلى عنبر الحوامل. فلما رأتِ الحواملُ آية، أكْبَرْنَهَا وصَرَخْنَ صرخةَ امرأةٍ واحدة اشتدَّ عليها الطَّلق. ووضعتْ كلُّ ذات حملٍ حملها بصورةٍ مُفاجئة. فى ذلك اليوم أُسْتُدْعِىَ كلُّ الإطباءِ فى الإحتياط، وكل القابلات. ومنحتهم الدولة راتب ثلاثةِ أيامٍ كاملة وصارتْ فيما بعد راتبةً وسُمِيَتْ علاوة آية. وكلُّ مولودُ ذكر أو أُنثى، سمى بإسمها فى ذلك اليومِ تيمناً. فالبنتُ أية، والولد آية.


(3)
إزكاءاً لجدلية النَّكد، خصيصةُ النَّفسِ السودانية، فقد كان النَّاس يتوقعون أنَّ عمر آية لن يطول. وكانوا يتوجَّسون ويخافون من الكيفية التى سوف ترحل بها هذه الحورية من الدنيا، فكان يصيبهم الإرتعاش ويختلُّ توازُنُهم. غير أنهم كانوا يطردون هذا الهاجس الذى لا يستند إلى منطق، طالما أنَّها حيَّة وقادرة على العطاء، وعلى هذا النبل، وعلى كلِّ هذه الفرادة. ولكن كان ينتابهم ذلك الشعور المُعكِّر للصفو، بأنَّ الشئ الفريد لا يدوم وسرعان ما يرحل.


ذهبتْ الطالبة آية فى الصباح الباكر إلى المدرسة، وهى كعادتها جاذبة للعيون، تحىِّ وتهُشُّ، على جانبى الطريق، وتبش. ووجهها المبتسم أصلاً يضاعف من إبتساماته كلمَّا مرَّتْ على كائنٍ من الكائنات. وصلت إلى المدرسة وفى هذا الأثناء كان كلُّ شئٍ عادياً. وفى الحصة الثالثة، سألتها المدرِّسة سؤالاً، فقامت لمعلمتها لتجيب على سؤالها. فما أن استوت واقفة، فإذا بها تسقط على الدرج من غير مقدمات، أو إرهاص على أنَّ شيئاً مثل هذا سوف يحدث. فزِعَ كلُّ شئٍ واضطرب، وأغمىَ على أربع طالبات فى صفها. حُملت إلى مستشفى أُمدرمان فى غيبوبتها تلك ومعها البنات الأربع اللائي غبنَ عن الوعى، و صُرفتْ كلُّ الطالبات بالمدرسة منذ الحصة الرابعة. مرَّرَ الأطباء بعض المحاليل المنعشة على أُنوف البنات اللآئى غِبْنَ عنِ الوعْى، فَفُقنَ، إلاَّ أنَّ آية لم تَفُقْ، فأُدخلتْ إلى غرفة العناية المكثفة.


تقولُ نتيجة تشخيص مرض آية أنَّها مصابةٌ بمرضٍ عُضالٍ، وقد تقدمت مرحلة المرض وهى لا تعرف. فزِعتْ كلُّ الأكوان التى حولها وانشغلت عليها، ويا طالما كانوا يتوقعون شيئاً من نحوِ ذلك. وكانت هى فى مرضها آية فى الجمال، لا آية فى المرض، كأنها مقبلة على عُرس. إذا خرجَ النَّاسُ من عندها بكوا وانتحبوا، وإذا جاؤوها أنْسَتْهُمُ المرضَ والحزنَ والبكاء، وسربتْ إليهم أشعَّتَها الفوق – إنسانية، فتضحكُ مع هذه وتُلاطفُ ذاك. وما أن يخرجوا من عندها ومن دائرة سحرِ إنسانيتها تذكروا أنَّها سوف ترحل، فيبكون من جديد.


لقد تكفَّلت الدولة بنفقاتِ عِلاجها بالخارج، وتكفَّل كلُّ من عرفها بذلك. بل أنَّ أحد الناس باع بيته مساهمةً فى علاجها. غير أنَّها كانتْ تُصرُّ على عدم السفر. لقد فات الأوان، وأنَّ اللهَ لا محالة آخذٌ آية، ورافعٌ لهذه المعجزة الفريدة. كان كلَّ فردٍ فى مثلثِ آية، بل فى البلد قاطبة ممَّن عرِف بقصتها، يدعو لها. خاصةً بعد المقال الرقيق الذى نشره أحدُ أسرى إنسانيتها بإحدى الصحف السيارة وهو يستحثُّ الناسَ أنْ يتملَّقوا اللهَ بالدعاءِ لها. ولكن الله ادَّخرَ دعواتِهم تلك ليجازى بها آيةَ يوماً ما. أما الآن فحسبها السُّرور الذى أدخلته علي الناس، فقد جعله الله تسبيحاً سرمدياً لها. وما انفكَّ النَّاسُ يدعون لها بالرحمةِ و المغفرةِ، آناءَ الِّليلِ وأطرافَ النَّهار.


(4)


أكلتها العيون، أُقتُلِعَتْ منى، ونُزِعَتْ. هكذا كانتْ مناحةُ حاجة السمحة وجزعُها على بنتها آية يوم وفاتها. حزِنتْ إلى حدِّ الخروجِ عن المألوف، وحزن كلَّ الكون، وحزِن مثلث آية بخاصة. كانت حياةُ آية أختبارٌ كبير، وموتُها اختبارٌ أكبر. بعضُ النَّاس فقد صوابه بالمثلث، والبعضُ الآخر غير سلوكه مائة بالمائة. أما السمحة، فقد أراد اللهُ أن يكون اختبارها أكبر ممَّا تتصور. فهى لا تدرى حتى الآن، ما إذا كان الله قد إبتلاها بآية وأنعم عليها بِفِرَاقِها، او العكس. ولكن المؤكَّد أنَّ آية رحلتْ بأخوين إثنين لها، أحدهما فى اليوم التالى لوفاتها والآخر بعد إسبوعين من ذلك التأريخ الأليم. لم ينتحرا، ولكنَّهما ماتا حُزناً على أُختهما، وعلى أمثالِها تَحزنُ القلوب وتتفطَّر.


غير أنَّ السمحة قد إنتبهتْ لهذا الإمتحان العظيم، فصبرتْ وتجمَّلتْ وتحمَّلتْ الحزنَ الكبير. لكن مثلث آية لم يصبر، وها هو يفقد توازنه بفقد آية. لم يعُدْ النَّاس يخرجون صباح مساء، بل إعتزلوا الخروج إلاَّ لضرورة مُلِحَّة. بل إنَّ أحدَ مجاذيب إنسانيتها إتخذ لنفسه صومعة،ً ولم يخرجْ منها مبلغ العلم إلى اليوم.


(5)

كان ذلك منذ ستٍ وثلاثين سنة، بعدَ أيَّامٍ قليلةٍ من اليوم الذى ذهبتُ فيه مع آية إلى المدرسة. حيث تركتنى مع العم الصول تَقِى الدِّين تحت ظلِّ الشجرة التى تتوسطُ فناء المدرسة وتُطلُّ عليها كلَّ الفصول. ووقتها كان أُستاذ الفنون قد شرع توَّاً فى عملِ لوحةٍ لم أدركْ كُنْهَها فى ذلك الوقت. وكنتُ فى سَبْحِ كلِّ هذه السنواتِ أُفَكِّرُ فى آية، وأدعو لها بالرحمة. ولنَدْعُوَ لها بالرحمة، عِرفاناً لها بالجميل.

وعلى أيةِ حال لم أكن أدرى لماذا تُلاحِقُنى هذه الآية خارج تلك السقوف البريئة، وتدفعُنى دفعاً لِأنْ أنظر إليها بمنظورٍ أكثرَ نُضجاً، إلاَّ بعد أنِ إستفزَّتنى الأقدارُ من بقعتِها، وأنا قبل ذلك، وكلما سنحتْ سانحة، كنتُ أُغيظها قائلاً: "خُلِقْنا لِأُوروبا وأُوروبا لم تُخْلقْ لنا". والحقُّ يقال، ما وطِئْتُ موطءَ جمالٍ، إلاَّ وآية فريدتُهُ. ولا شيئَ يعدِلُ حُسنَها غَيْرُ حُسْنِها. نعم أفتقدها وأفتقدُ فيوضاتِها الإنسانية. ولكن هل تريد آية أنْ تَتَبَيَّنَ لى أينما ذهبتُ وتُنَصِّبُنِى حارساً لها فى الحسِّ والمعنى، أم أنَّها تُنَصِّبُ نفسها حارسةً لى؟ ألا يكفى أنها مُتَبَيِّنَةٌ بقلبى ومتأيِّنَة؟ فالإنسان جسدٌ وروح، وإذا ماتَ رُفِعَتْ روحه وفنى جسده. فماذا تريد منِّى هذه الآية بعد كلِّ هذه السنين؟

لم أفهم رغبة الأقدار بالزَّجِّ بى إلى هنا، لا جزئياً ولا كُلياً. ولكن علىَّ أنْ أُتابع حلقاتِ هذا المسلسل حتى النهاية. وهل لّى مِنْ خيار؟


(6)


وعلى أىِّ حال، أنا الآن أتجول فى وسط لندن، زائراً لمعرضها السنوى للزهور. وقعت عينى على إعلانٍ مفاده أنَّ معرضاً للتصوير الفوتغرافى لأجمل اللقطات على أيام الحرب الباردة سوف يُقامُ فى مدينة شلسى الإسبوع القادم. قلتُ فى نفسى علىَّ أن أحضره، لعلَّ عينى تقع على لوحةٍ جميلةٍ من الجنوب فتغسل عنِّى هذه النوستالجيا. فقد تعبتُ من استدعاء ذاكرتى اليومى لشخوصٍ وذكرياتٍ سحيقة. خاطرٌ خاطفٌ قد يسوقك إلى الضحك، وتارةً إلى البُكاء، وتارةً لا إلى الضحك ولا إلى البُكاء. ولتعلم حينها أنَّك فى وضعية الإشمئناط.

إنسربتْ الأيَّام السبعَ سِراعاً، فذهبتُ إلى شلسى حيث معرض التصوير الفوتغرافى. ودار فى ذهنى سؤال! ما عِلاقة هذا التصوير الجميل بالحرب الباردة؟ فالحروب باردها وحارُّها لا يُنتج مثل هذا الجمال. هل نحن أمام حرب جديدة؟ حرب الفوتغرافيا يا تُرى؟ هل الكاميرا فى المعسكر الشرقى غيرها فى المعسكر الغربى؟ أين تقع فوتغرافيا عدم الإنحياز من الإعراب؟ هل للأيديولوجيا تأثير على الصورة؟ أين تأثير كيمياء المصوِّر والمصوَّر فى هذا السجال الفوتغرافى على وضعية الصورة؟ ما هى وضعية الصورة لبلد خرج توَّاً من المعسكر الشرقى وانضمَّ إلى المعسكر الغربى أو العكس؟ ما هو وضع مصوَّر برئ عن كل هذه الهرطقات؟

مرَّ كلُّ هذا بذهنى فى جزءٍ يسير من الثانية وأنا أتنقَّلُ من جمالٍ إلى جمال، وأتنسمُ لوحةً من أفريقيا، آسيا، أمريكا اللآتينية، أو من جزيرة العرب. غير أنَّك لا تحتاج إلى إمعانِ نظرٍ كى تدرك أنَّ هذا المكان يمثل ساحة حربٍ حقيقية وشاملة على القبح والكآبة التى يُخَلِفُها جور الإنسان على أخيه الإنسان.

مِلتُ إلى اليمين من المكان الذى أقف فيه، ثمَّ اتجهتُ إلى الجهة الشرقية من المعرض. حيثُ على بُعدِ عشرةٍ من الأمتار يترآى لى وجهٌ أسمرٌ على صورةٍ من الصور. قلتُ إذاً فالجنوب حضورٌ هنا فى هذا الجمال. نظرتُ من حولِ الصورةِ عَلِّى أجد ما يعزز هذه الفكرة. أرجعتُ البصرَ إلى الصورةِ، فأجدنى أشعرُ بالإنتماء. نظرتُ ثانيةً وتقدَّمتُ خطوةً، فالوجهُ ليس من كلِّ الجنوب، بل من أفريقيا، فازدَّتُ إنتماءاً. كلما أتقدمُ نحو الصورةِ أزدادُ انتماءاً. فالصورةُ ليستْ من كلِّ أفريقيا، بل من السودان، من أُمدرمان، فَمَارَ فى دمى نشيد العلم. فالصورةُ منِّى وأنا منها، وكلانا من بضعِ البستان، فامتلأتُ بنشيدِ الحياة.


اللهُ يا آيةَ مَجْمَعِ البَحْرَيْن، يا تُحْفَتَنا الصامدة ابداً فى الحربِ على الطَّمْسِ و المُسُوخ. ها أنتِ تَتَبَيَّنينَ هاهنا فى إطارِ لوحةٍ مستطيلةٌ، وتُحاربين القبحَ من كلِّ البرازخ. ماذا تستفيدين مِنْ كوْنِكِ مَلِكَةَ جمال العالم، وأنتِ بالعالم الآخر أو فى آخرِ العالم؟ لماذا كلُّ هذا الإستدراج؟ هل تريديننى أنْ أقطع عصاى لِأَقفَ بجوار لوحة أزبُّ عنها الحسَيينَ لتزبَّ عنى الحنين؟ هل تريدينَ منِّى أنْ أملأَ عَيْنَىَّ مِنكِ لتعْمَى عمَّا سِواك؟ هل هذا عَدْلاً؟


وبدأَ الزوَّارُ يتقاطرون وكلُّ واحدٍ منهم يدفعه إلى هذا المكان دافعٌ من الدوافع. وامتلأَ دفتر التعليقات عند أسفل الصورةِ بعباراتٍ شتَّى، من نَّحوِ: صاعقة الحسن، يا لِعظمِ القداسة، وهوىْ يا ليلى. وآية، فتاةٌ جبليةٌ فى يومٍ ماطر، تُفيضُ بالوضاءةِ. ويتصدقُ وجهُها الغنىُّ بإبتسامةٍ مُسْرِفةٍ للمَدَى.


تمَّتْ.



عدل سابقا من قبل Hussein -abul-Haj في السبت يونيو 05, 2010 7:00 am عدل 8 مرات

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف احمد محمدنور السبت مايو 29, 2010 5:49 am

االعم حسين سلامات
ما اروعك ايها العم الحسين اتيتنا بجمة عبدالماجد فكانت رائعه
واليوم بصاعقة الحسن ويالها من روعه
ولسه راجين المزيد و المزيد

ولك الود و التقدير
[img]صاعقة الحسن Image002l Uploaded with ImageShack.us[/img]
احمد محمدنور
احمد محمدنور
المدير العام

عدد المساهمات : 283
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
العمر : 40
الموقع : السعوديه مدينة الطائف

https://alhesainab.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الأحد مايو 30, 2010 7:00 am

شكراً لإبن البسَّام سليل العترة المباركة،
وأرجو أنْ أكون عند حسنِ الظن.

أبو الحاج.

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف ايهاب محمدنور الأحد مايو 30, 2010 3:18 pm

العم العزيز حسين
سلام زولا يفتش ليك فى كل الكلام الجاى منك ويسأل عليك كل زول يلاقيهو,
واقول ليك شحتفت رويحتنا يااستاذ وبرضو ليك العزر .
ولك كل الاحترام
ايهاب محمدنور
ايهاب محمدنور
مراقب

عدد المساهمات : 75
تاريخ التسجيل : 12/02/2010
العمر : 43

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف A.raheem M.noor الأحد مايو 30, 2010 7:03 pm

الاستاد ابو الحاج سلامات
صاعقة الحسن أية الحسن يالها من قصه قمة في الجمال والروعه بروعة وجمال اية
ليتها ترجمة للانجليزية لتجد دورها في العالمية
ولكن بحق الله ماذا حدث لأية ،اخشي انها ....لا لا فالنعرف منك
اسرع واكمل شوقتنا لمعرفة ماحدث
والله كانا امام تلفاز نتابع مسلسل مصري مخرجه ابدع في جعل المشاهدين يتشوقون بتلهف لمشاهدة الحلقة القادمة
الاماني الطيبه
عبدالرحيم محمدنور
A.raheem M.noor
A.raheem M.noor
شامخ متميز جداً

عدد المساهمات : 134
تاريخ التسجيل : 07/02/2010
العمر : 37
الموقع : BHAVANI-EROD-TAMIL NADU-INDIA

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الإثنين مايو 31, 2010 7:15 am

الأخوان إيهاب وعبد الرحيم محمد نور سلام،

لكما الشكر على المداخلة والإطراء ولنبحر معاً مع هذا المشهد التراكبى.

عطفة: "سمراءُ فى لونِ العسلْ .. هلْ يا مناقبُ بينكم؟"

أبو الحاج.

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الجمعة يونيو 04, 2010 7:21 am

عذراَ سوف أُكملها إنْ شاء الله، ثمة صوارف.

العُتبى.

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj السبت يونيو 05, 2010 7:12 am

سلام،
لقد تمّت الصاقعة (أو قل الناقصة)، فإلى حوارٍ ونقدٍ بنَّائين، وتثاقف مثمِر.
الأُستاذ بابكر أنت ممنوع من التعليق على هذا الموضوع، لورود إسمك بالنص.

مع الشكر.
أبو الحاج.

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف احمد محمدنور السبت يونيو 05, 2010 7:02 pm

العم حسين سلامات
وهل من شي يقال بعد هذا الجمال ؟جمالها يفوق جمال آيه
تعريجة :
(لقد تمّت الصاقعة (أو قل الناقصة)
والله صاقعة وكمان قنبله

ودمت في صحة وعافيه والي الامام
احمد محمدنور
احمد محمدنور
المدير العام

عدد المساهمات : 283
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
العمر : 40
الموقع : السعوديه مدينة الطائف

https://alhesainab.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف عمار محمد الأحد يونيو 06, 2010 2:43 am

الاستاذ حسين سلامات
اية يا لها من اية ، اعتقد أنك تصف حورية من الجنة " حبانا الله بها "
وانا أقرأ قصة موتها انتابني حزن عميق وكأنها تموت أمامي ، وهذا يعود لتجسيدك الرائع لكل شخصيات القصة واحاسيسهم نحو هذه الاية .
غير أني استوقفتني بعض الزعومات سأتطرق لها غدا انشاء الله .

ودي واحترامي
عمار محمد
عمار محمد
مدير فني

عدد المساهمات : 169
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
الموقع : الخرطوم

https://alhesainab.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الأحد يونيو 06, 2010 6:37 pm

الأخ الأُستاذ أحمد محمد نور تحياتى النواضر،

أشكرك على التعليق الذكى والإنتقال من دلالات النص المباشرة إلى القرآءة البينية (بين السطور). ومثل هذا الغوص هو القادر على تعرية النص (وإن كان النص لا يستحق كل هذه الهيلمانة) ووضعه فى "الصقيعة".

معلوم الوداد.

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الأحد يونيو 06, 2010 6:48 pm

الأُستاذ عمّار السلام،

لك ألف شكر على إستنباط صورة حية للنص وأنت تبحر إلى تلك الأعماق، وهى تنم عن مقدرةِ عارفٍ بمواطن هذه المذاهب. وأنا فى إنتظار تطرقك لما استوقفك فى النص من "زعومات".

شفيف الود.

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف عمار محمد الثلاثاء يونيو 08, 2010 4:29 am

الاستاذ العملاق ابوالحاج
ســـلااااام

النقاط التي اسنوقفتني ساوجزها لك في الاتي لقد كتبتها ذات مرة ولكن لسوء الشبكة ضاعت :
اولا : نظرة اهل الريف التي لاتبالي منها أية رغم أن السياق يقول ان مسرح القصة امدرمان اعرق مدن السودان
ثانيا: ربط خور ابو عنجة بقاعة مجلس الشعب
ثالثا: لا اعتقد ان هناك حكومة سودانية تعطي علاوات في مثل هذه المواقف ، اللهم الا من باب الاحلام

ولك من الود أجزله
عمار محمد
عمار محمد
مدير فني

عدد المساهمات : 169
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
الموقع : الخرطوم

https://alhesainab.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الثلاثاء يونيو 08, 2010 10:39 am

الأُستاذ عمار تحياتى،

أُستاذى الفاضل أنا أشكرك جداً على كسر الحاجز وتناولك للنص بالنقد بهذه التساؤلات المشروعة. غير أنَّ الرد على أىٍّ منها يحتاج إلى حيِّز أكبر من حيِّز النص فى الزمن والمساحة. أما حول النقطة الأُولى والثانية، فلا أكتمُك القول أننى لم أتبيّن محل النقد/الزعم بدقة (الجلكنة حاصلة)، فأرجو التوضيح. أما النقطة الثالثة فواضحة وسوف أبدأُ منها إنْ شاء الله.
كل الذى يريده النص هو التعبير عن هذا الإرباك الذى تحدثه هذه الآية وقت إختلاط حابل الواقع بنابل الخيال. هنا تكمن صورة فى عمق الفوضى، وعلينا أنْ نعبِّر عنها. بعض الناس يراها واقعاً والبعض الآخر يراها خيالاً، ولكلٍ مذهبه فى التعاطى مع النص. وهذه الرؤى رؤى جمالية يحتاجها النص ويتزيَّن بها.

كل الود.


عدل سابقا من قبل Hussein -abul-Haj في الأربعاء يونيو 09, 2010 6:48 am عدل 1 مرات

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف mahdi kamil الثلاثاء يونيو 08, 2010 4:06 pm

الاحباب اهل المنتدي السلام عليكم ورحمه الله كيف اخباركم جميعا اولا ناسف لهذا الانقطاع الطويل عن المنتدي بسبب سرقه الهاتف النقال الذى كان يربطني بهذا المنتدى والمواضيع بقت متنوعة وياعم حسين انا دخلت المنتدى امبارح من كمبيوتر المكتب ولقيت هذه الصاعقة وقمت بطباعتها حتى اقراها وانا بقرا فيها قلت الزول لو لقى علاوة ايه دى يشتريبيها تلفون واستميحك ان هذه القصة قد تم تصويرها بطلب من الزملاء انهم يريدون نسخه منها وتم تصويرها بكميات وتم كتابه اسمك بها واثناء كتابتى لمذه السطور يسالونى عنك وهل نزل قصة جديده ويبلغونك عاطر التحايا
تخريمه ياجماعه لقطو الشيرنق عشان نفطر بقصد عشان نجيب تلفون
mahdi kamil
mahdi kamil
شامخ متميز جداً

عدد المساهمات : 97
تاريخ التسجيل : 12/02/2010
العمر : 39
الموقع : السودان الخرطوم الكلاكلة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الأربعاء يونيو 09, 2010 6:45 am

الأبن المهدى تحياتى النواضر لك ولزملائك،

أشكركم على الإهتمام بهذا العمل المتواضع والذى لا يستحق كل هذه الهيلمانة. ويا سيدى أنت مأذون فى الصاعقة توزعها كما تشاء.

ودى الذى تعلم.


عدل سابقا من قبل Hussein -abul-Haj في الأربعاء يونيو 09, 2010 7:12 am عدل 1 مرات

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الأربعاء يونيو 09, 2010 7:02 am

الأبن المهدى تحياتى النواضر لك ولزملائك،

أشكركم على الإهتمام بهذا الموضوع المتواضع والذى لا يستحق كل هذه الهيلمانة. ويا سيدى أنتَ مأذون بالصاعقة توزعها كما تشاء.

ودى الذى تعلم.

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف عمار محمد الخميس يونيو 10, 2010 9:02 pm

استاذي العزيز حسين
السلام عليك ورحمة الله

أود ان اوضح لك انني لست بناقد وانما قارئ مبتدئ ما زال يحاول ان ينهل شئ من بحر العلم واردت باستخراج هذه النقاط أن اتناقش معك فيها (حيث انك قد دعوتنا لهذا) علني استفيد من علمكم الغزير بشئ من الرؤى والافكار النيرة .
استاذي النقطة الاولي :
لديك نص يقول "ولا يَحبِسُها تعقيدُ التركيبة النفسية لسكان الريف عن ممارسة هِواياتِها وعقائدِها الإجتماعية، كأنَّها نسمةٌ." فذهب فكري الي أن هذه الأية اما ان تكون من اهل الريف الذين استوطنوا المدين أو أنا تعيش في الريف ، ولكن انتفي ذلك المذهب بذكرك أنها تعيش في امدرمان منذ ان ولدت وسياق القصة يوضح ان احداثها تدور في مدينة امدرمان .

أما النقطة الثانية :
نصك القائل "رأتها إمرأةٌ ترضعُ طفلاً بجوارِ خورِ" ومن ثم نصك "وهى فى بلَلِها ذلك، رأها أحدُ المصورين الأجانب الخارجين للتوِّ من قاعة مجلس الشعب" قد صورا لي ان قاعة مجلس الشعب تقع جوار خور ابو عنجة .

علني أكون قد وفقت في تناولي للنص .

استاذي لك مني الكثير من الاحترام
عمار محمد
عمار محمد
مدير فني

عدد المساهمات : 169
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
الموقع : الخرطوم

https://alhesainab.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الجمعة يونيو 25, 2010 1:33 pm

الأخ عمار سلام،
لا تجاهل ولكن الجبهات كثيرة وفى منتديات عدة.

فيما يتعلق بالنقطة الأولى أخى عمار أريدك أن تدع آية جانباً وتركز مع النسمة وتحدث عن الكيمياء بينها وبين الكائنات. فهنا يكمن مِفتاح هذه العبارة.

أما النقطة الثانية فتتعلق بالمكان فى إحداثيات النص. وإن كان المكان فى إحداثيات الواقع لا يبعد إلاَّ بمقدار يقل عن الفرسخ. وإذا أردت الأمر بهذا التبسيط، فالصُحافى الأجنبى لا يترجل بالمدينة إنما يركب عربة ومن هناك إلى أبى عنجة تحتمل التو أليس كذلك؟ عموماً النص لا يبرر وأنما يُترك للقارئ ليتأوله. أما هذا التبرير لفائدتك أنت وهو غير مسموح به فى عوالم الأدب.

*فيا سيدى عمار أهم من تشريح النص تأويله كما يقول بذلك النقاد. والنقد عادة ما ينصب على سلامة اللغة فى المقام الأول، والبناء القصصى والحبكة القصصية لا العبثية، ولكن تلك المرتبطة بغاية الكاتب من كتابة النص والمتروكة عنوة لفطنة القارئ بإعتباره شريك أصيل فى النص.

*الحسينابى يمكن أن يفيد كثيراً فى هذا إذا تجاوز.

ودى الذى تعلم.


Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف عمار محمد الجمعة يونيو 25, 2010 2:04 pm

شكرا استاذس علي التكرم بالتوضيح ، ومنكم نتعلم الكثير .

لكن بالجد طولت الغيبة

تخريمة: يبقالي كنت حارس كسيقك

الاحترام والتقدير
عمار محمد
عمار محمد
مدير فني

عدد المساهمات : 169
تاريخ التسجيل : 06/02/2010
الموقع : الخرطوم

https://alhesainab.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صاعقة الحسن Empty رد: صاعقة الحسن

مُساهمة من طرف Hussein -abul-Haj الجمعة يونيو 25, 2010 4:19 pm

عمار سلام،

نان هُو كسيق نصاح ياخى.

أبو الحاج.

Hussein -abul-Haj
مراقب

عدد المساهمات : 192
تاريخ التسجيل : 20/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى