ضراعة

من طرف Hussein -abul-Haj الإثنين أغسطس 02, 2010 11:10 am

عن هذه الدنيا فإنِّى مودِّعُ لاغرسَ لى فيها وأرضىَ بَلْقَعُ

من كُثرِ آثامى بها قد ضاق فيها الرَّحبُ والإمكانُ والوَسْعُ

وثاخَ المُهْرُ فى وحْلٍ وفى حِسٍّ فأنَّى لى اللِّحاقُ الوصْلُ والورعُ

أُرانى أحوم من حول الحمى لكأنَّنى بالجرم ممنوعٌ وممتنعُ

ولى فى الجرم لو لا اللهُ يسترُهُ ويَحصِرُهُ لفاض النيلُ والقيعانُ والمِيَعُ

ولا عملٌ به أرجو الإلهَ برآءةً فيُدحْرَجُ الصخرُ الأصمُّ ويُفرعُ

وبرَغمِ أنَّ الذنبَ منِّى كالجبالِ فإنَّنى فى حِلمِكم متعشِّمٌ متطلعُ

لا ملجأٌ لى يا إلهى سِواكُمُ فامنُنْ علىَّ بتوبةٍ لا تُرقَعُ

إنِّى أُقرُّ بأنَّ ذنبىَ فادحٌ لكنَّ رَوْحَكَ من ذنوبى أوسعُ

ولأنتَ ربى أنتَ حسبى فاكْفِنى زلَّ اللسانِ وَصُنْه فى الآثامِ لا يقعُ

فيا ربى فأعصمنى من الملعونِ دوماً إنَّه أغْرى ويُغرينى فأندفِعُ

فيا لله منه فإنَّه يجرى مكان الدَّم يا ربى فسلِّمنى ويرتَدعُ

واغسلْ لى جَنانى من هوى نفسى يَكُنْ للحقِ تواقاً يزبُّ ويدفعُ

أفيا لحِلمِ اللهِ والإسرافُ فى أوجٍ فينسبُنى إليه قائلاً عبدى فأسْتَمِعُ

فإنِّى أغفرُ الذنب العظيمَ جميعه لا تقنطنْ من رحمةٍ للكل تتّسعُ

وإنِّى موقنٌ من أنَّ عفوك واسعٌ لكننَّى خَجِلٌ من الأثمِ القبيحِ ومُفْزَعُ

لا زادَ لى يوم الحسابِ ولا أجد مِثقال خردلةٍ، على الميزان ما أضعُ

سوى ذنبى وآثامى ويالفداحةٍ والكلُّ يشهدُ والملائكُ تصفعُ

يا ليتَ ذنبى مثلُ ذنبِ بهيمةٍ أنا والبهائمُ كم أضرُّ وتنفعُ

إنِّى أبوءُ لكم بذنبىَ كلِّهِ يا ربِ بالغفران قطعاً أطمعُ

ببراءةِ الطفلين أرجوعفوكم بصلاحِ زوجى وحسنِ ظنِّىَ أضرعُ

بالوالدينِ وكمْ قسوتُ عليهما غفرا قساواتى وليتك بى إلهىَ تصنعُ

بالخاطئين التَّائبين ومنْ قبِلتَ إيابَهم رِفقاً بمنكسرٍ يتوبُ ويرجعُ

بالصالحين العابدين المستجابِ دعاؤهم يا ربى أعتقنى لنحوكَ أسْرِعُ

بعلىِّ بن الزينِ بابراهيمَ ملتجئٌ فهلاَّ زالَ هذا البينُ والإبعادُ والوَدْعُ

وبالطّيَّارِ بالأُستاذِ بالقرشىِّ بالغَوْثِ وبالسمان والبكرىِّ أقبلْنى لأرتفعُ

بهم وبكلِّ أعلام الطريقِ توسلاً لجنابكم يا ربى أرحمنى أتوبُ وأخلعُ

بصحابةِ المختارِ أرجو عَفْوَكم يا ربى خُذْنى إليك مِنِّى كالأُولى خشعوا

بآلِ البيتِ يا ربى أجيئك مقبلاً فتقبَّلنْ منى وأقبَلنى فحِلمك شاسِعُ

إنِّى سألتُك بالحبيب محمدٍ أنْ تغفرنْ ذنبى وفىَّ يُشفَّعُ

إنِّى به قد لُذتُ يا ربى لترحمْنى وتجمعنى به دوماً فأجتمعُ

ومَنْ قد لاذَ ياربى بقبضةِ نورِكم يُلقى إلى النيرانِ تأكلُهُ اللَّظى وتُنَزِّعُ

يا ربِ مَنْ هو لائذٌ مّنكُم بِكم يُخزى ويُحْمى أوْ يُرَدُّ ويُفجعُ

حاشاكَ مِن رّبٍ كريمٍ غافرٍ يا كيفَ إنْ جئناك نسعى بالحبيبِ ونَهْرَعُ

مَاحى الضلالةِ سيدى بأبى وأمَّى فَهْو مَنْ يُرجى لكلِّ النائباتِ ويُفْزَعُ

يا ربى فأحْضِرْه مماتِى فإنَّنِى فَلِسٌ عديمٌ أَخرقٌ و مُرَقعُ

إجْعَلْ حياتى طاعةً لجَنَابِكم وجَنَابه فيكم فأختم لى أموتُ وأُصرَعُ

اجزِلْ صلاتى والسلامَ إليهِ ماقدْ سَبَّحتْ لله كُلُّ الكائنات وَأَجْزَلَتْ تتورعُ

والآلِ والصّحْبِ الكرامِ أُولوا النُّهى ما أَومأتْ فى الكونِ شمسٌ تطلعُ

مِنْ عبدِكم مَن لّاذَ يحذُرُ صفحَكم يرجو السماحَ له ومَن يتفرَّعُ

فاقْبَلْه يا ربى وحُطَّ ذنوبَه واجْعَله بالأسرارِ بدراً يسطعُ

واكْسُوه بالأنوارِ حُلَّةَ شَعْشَعٍ تبقى لأهلٍ والعيالِ فَرَادَةً تتنوّعُ

رَوِّضْه بالسَّهَرِ النَّزِيهِ لِرَوْضِكم حتى يَشُمَّ أَزاهِرَ القدسِ البديعِ تُضَوِّعُ

وامْنَحْه قُرباً دائماً وحَصَانةً وافْنِيهِ عَنْ غِيَرٍ بسُوحِكَ يُربِعُ
______________
19/12/ 2005 م