بطاقات الغبش

ود مرزوق اسم مشهور

وزول معروف

في كِتير حامد الوراني

ود مرزوق اسمو على مسمى تمام

زول شقيان ورزقه قليل

وبيتو ملان ما شاء الله

صغار وكبار

علاقتو مع الأرض طيبة

يحفر فيها مما قام

يزرع مره.. يحرن مرة

مفوض أمره لي الله

صابر ويحمد الرحمن

ود مروزق طبيعتو عجيبة

خير الزايلة ما غاشيه

لا شارف ولا لهفان

فرحان بي قسمتو وراضي

ما شافوه يوم زعلان

مع دي الحالة وبي فقرو

في وجه الرجال قدامي

عارف واجبو قايم بيهو

ما بقصر مع الاخوان

في الحلال عموم معروف

يكرم ضيفو ويباشرو

يعدل وجهة الضهبان

أول عامن أول كان

جاتم حملة التطعيم

وأدوهم محاضرة كاربة

في التطعيم وأهميتو

ود مرزوق شعر بأنو زول مظلوم

وضيّع حقو في الفاتن من الجرعات

حسب مغبون وغابي كمان

اخد حقو قديم وجديد

اخد الجرعة من الحصبة والكلازار

وسعال الديك وداء الكلب

وحتى كمان شلل أطفال

ديك الليلة ود مرزوق

ما ضاق نوم

سخانة الحمى في جسمو

تدفي الزول أكان بردان

جاهو أحمد حكيم الحله

جابو الشيخ أبو الحيران

ود مرزوق يدوبت مره..

مره يغني مره يرتل القرآن

وآخر شيء قام جاب سيرة الميتين

هناك الشيخ رفع يديهو

قال آ ناس

زولكم اخير تسافرو بيهو للخرتوم

بدل ما يضيع

واحد من شبابن قاري

قال يا اخوانا عندو بطاقة التأمين ؟

كان ما عندو اخير شوفوها

في الخرتوم بتنفعكم

وفعلاً سوو ليهو بطاقة

وكت جابو البطاقة هناك

عاين فيها ود مرزوق

فجّت من جسيمو الحمى

دي أول مره فيها يشوف

صورتو على ورق مطبوع

وما كان ذاتو بعرف نفسو

لو ما مره شاف وجهو

في مراية كومرن خسران

جمب دكان ولاد الزين

وسافرو بيهو للخرتوم

وفي مستشفى كان مزحوم

ومليان بخلايق الله

نزلو هناك وشالوهو

ومفاجأة كان

ردوهم من البوابه

بطاقتكم دي ما بتنفع

وما بتسقيهو مويه هنا

(المستشفى كانت خاص)

واخوان زولنا ما عارفين

واحد من شبابن قال

تكون اخوانا محظوره

رجع واحد على الباقين

وصاح فيهن آ ناس هوي

بطاقات الغُبُش محظوره

ارجعو لي بصير الحله

كان نلقاهو

حرمانه عليهم موية البندر

ما ضاقوها

ركبو ورجعو للحبان

ومن قوز ود رجب دون جاي

ود مرزوق فاضت روحو

لي باريها فات الفانية

خلى امانتو للاخوان

وآخر كلمة ينطق بيها

حسب السمعو منو هناك

كيف آ ناس

بطاقات الغُبُش محظوره

كيف آ ناس ؟!

وصلو الحله

بي عند الجنينه هناك

اتلقاهم اول زول ابوي الشيخ

عرف الفاجعه شرحو ليهو

انو بطاقتم رفضوها

دنقر فوقو نظرة اخيره

سرت في جسمو

رعشة شديدة من الخوف

صبّر نفسو باقي لزوم

عِلا اتفلتن دمعات

وقفن زي خرز فوق دقنو

ودمعات الرجال غاليات

همهم بي بعض دعوات

وقال ليهو معاك سلامه ود مرزوق

وما تشيل هم

عقابك في آمان الله

وماشيلك على دارن

بطاقات الغُبُش مرغوبه فيها كمان